مقدمة
لا أدري هل هذه
المسرحية سيئة الحظ أم محظوظة، فرغم أنها كتبت منذ أكثر من عشرين سنه، وكنت أسجل
وقتها الحال السييء الذى وصل إليه الإنسان ومدى تدهور إنسانيته، وكنت في قرارة
نفسي أتمنى تغيير هذا الواقع المر ويعود الانسان إلى طبيعته الانسانية، وكان لدي
وقتها مسحة من تفاؤل فاعتقدت أن ذلك ممكن، ومرت السنون وزاد الواقع صعوبة، وهاهي
ذي المسرحية تخرج فى ظروف أشد وطأة مما كتبت فيها، جاءت وإبليس فى هيئة البشر يعبث
فى كل مكان يقتل الأبرياء قتلا جماعيا ويدفنهم أيضا دفنا جماعيا فى أفغانستان،
وفلسطين، والشيشان، والعراق، وغيرها، جاءت والانسان يسرق من الانسان ليس ماله أو
بحثه أو حتى عرضة، بل يسرق كليته وأحشاءه وعينيه.
وامتدت يده الآثمة
تكشف الستر بهدم المأوى على رؤوس جميع أفراد العائلة بما فيها من أطفال ونساء،
وامتدت تغتال أسباب الحياة بتجريف الأرض الخصبة وتحيلها إلى خراب ينعق فوقها
البوم، وامتدت أيضا تسحب الظل بزلزلة أقدام
الأشجار الشامخة منذ آلاف السنين، ولا يزال كل يوم يأتى بفنون دمار وخراب.
فهل صارت عمليات سفك
الدماء التى نراها يوميا على شاشات التليفزيون أمرا مقبولا بل ومحببا إلى النفس
ومتعة للنظر.؟
ولو كنت أكتب هذه
المسرحية اليوم ما أضفت سوى صرختي.. كفى دماءً..
كفى دمارا.
نادية كيلاني
****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق