السبت، 1 ديسمبر 2012

الفصل الثانى المشهد الثانى: بقلم الأديبة والكاتبة الصحفية نادية كيلانى



الفصل الثانى
المشهد الثانى

(قاعة الاجتماعات بمركز الأبحاث السفلى المنصة أمامهــــا ثلاثة مقاعـد، وعـدد من الكراسى الشاغرة تحمل أرقاما  أعلى المنصة الخرائط والأعلام الممثلة لكل البلــدان ولافتة مكتوب عليها اجتمـــاع غير عادى يظهر الساعيان أ ، ب يقومــان بترتيب المقاعد وتنظيف القاعة).
   
الساعى أ : الحدث اليوم غير عادى، جميع فروع المركز فى العالم تفتح أجهزتها وتنتظر.  
الساعى ب : نظفت الكراسى وطفايات السجاير جيداً ؟
الساعى أ : كما ترانى أعمل جهدى أما أنت فلا تجيد غير إلقاء الأوامر. 
الساعى ب: (وهو يشعل سيجارة) لأنى مغتاظ منك تشغل نفسك بالاجتماعات والأبحاث ماذا تظن نفسك.. أنت مجرد      ساعي أتفهم..؟
الساعى أ : نعم أفهم.. ولكنى أهتم بمشكلات الكون.  
الساعى ب : بتهكم  مشكلات الكون! ماذا تستفيد منها، وما جدوى كل ما يفعله هذا المركز الملعون.  
الساعى أ : الملعون !!  لماذا الملعون ؟  
 الساعى ب: وهو يلف ساقيه ويدخن.. لأنه يبحث فى العالم السفلى..  يبعث برجاله لاقتحام مملكة العفاريت.. سيجرون علينا الدمار الخفى. 
الساعى أ : وبماذا تهتم أنت ؟ بالمراكز التى تبحث فى الكواكب العلوية.   
الساعى ب: لا هذا ولا ذاك.. نحن على الأرض.. هل استطعنا حل مشكلات الأرض حتى نروح للجن بأرجلنا..!!
الساعي أ : الشىء الذى أدفع فيه باقى عمرى وأعرفه.. من أين أتوا بك ؟ وكيف ؟   ولماذا ؟ لماذا رضيت بالعمل فى هذا الجو الذى لا ترتاح إليه ؟
الساعي ب: كيف أجيبك على كل هذه الأسئلة ؟ هل فعلا لا تعرف ؟
الساعي أ: (ينشغل بالتلميع ويحدث نفسه)  الوساطة فى كل مكان.. المحسوبيات حتى هنا ! 
الساعي ب: مرحى.. ما عليك بعد ذلك غير الاهتمام بعملك ولا تتدخل فيما لا يعنيك  
الساعي أ : ألا تمسك لك فوطة وتلمع الموائد والأوانى.   
الساعي ب: هناك ما يشغل رأسى.   
الساعي أ: هى زوجتك بالطبع.. يبدو أنها تأخرت عليك اليوم. 
الساعي ب: نعم تأخرت كثيراً.   
الساعي أ : كيف تقبل أن تعمل زوجتك دلالة وترسلها لشراء البضائع.  
الساعي ب: الرزق يحب الحركة.. تحرك أنت أيضاً وإنه مهمتك.   
الساعي أ: أنت لا تعرف من الدنيا سوى متعه الكسب والأكل! 
الساعي ب: ولماذا خُلـقت أمعاؤنا إذاً ؟
الساعي أ : ينظر إليه بامتعاض . 
الساعي ب: وأنت ماذا تعرف من الدنيا غير السؤال عن آخر الأخبار.  
الساعي أ : ألست إنسانا أدب على هذه الأرض وينطبق علىّ قانون الجاذبية بخيره وشره.. ألا تصيبنى الهزة الأرضية  برجفة، والإشعاع الذرى بالسرطان، والاسهال بالجفاف، والرخاء بالانتعاش.. كيف تدعونى للسلبية وترك الأمور الإنسانية!!  
الساعى ب: عد نا للفلسفة التى لا تفيد.. يا ابنى هذا كلام فوق مستوى الساعى افهم حدودك. 
الساعي أ : كيف؟ هل هناك قاموس يحدد كلمات الساعى من كلمات رئيسه؟.. وهناك قانون يعاقب الساعى على استخدام كلمات قاموس الرئيس..  يازميلى العزيز نحن فى مركز دولى ينتقى أفراده على علم، وذكاء حتى السعاة.. أنت المتسلل الوحيد هنا .
 الساعي ب: (مقلدا فى استهانة) أنت المتسلل الوحيد هنا!!
الساعي أ : لست الوحيد بل أنت وزوجتك وقريبك رقم ثلاثين، ومع ذلك لا تحاولون تطوير أنفسكم . 
الساعي ب: يضايقني وجودك معى فى أى مكان.. ومع ذلك يختارونك دائما لمصاحبتى . 
الساعي أ : سوء حظى هو السبب.. أمسك الفوطة ولمع الزجاج أفضل لك.    
الساعي ب: لا زجاج ولا غيره.. أسمع وقع أقدام تقترب.  
  الساعي أ : (ينظر من الباب بتهكم) إنها امرأتك.. جاءت بالبضاعة قبل موعدها.. حتى فى هذا اليوم لا ترحم ؟
الساعي ب: وما الجديد فى هذا اليوم.. إنه يوم ككل يوم . 
الساعي أ : النجاح فى اختـراق مملكة الشياطين.. يوم ككل يـــوم ! 
  الساعي ب: بزهو.. لا.. بل يوم مفيد.. الحشود المتجمعة بالخارج فى انتظار النتيجة يمكنها أن تسلى نفسها بزجاجة ساقع وقرطاس لب.. ولا بأس من قطعتي قماش.
 (تدخل زوجة الساعى ب حامله صرة فوق رأسها    
  يسرع زوجها  وينزلها عن رأسها).
الساعي ب:  فُلوس ناس.. لا تنظر هكذا. 
المرأة : ياه!! المشوار طويل .
الساعي ب: أرأيت كيف نكابد من أجل لقمة العيش.. (يهم بفتح البقجة) 
المرأة: لا تفتح شيئا هنا.. خذها بالخارج.. فهم على وصول.  
  الساعي ب: (يأخذ البقجة ويخرج) ماشى كلامك . 
الساعي أ : وأنت يا أم الأولاد. استعدى لتنظيف باقى الحجرات. 
 المرأة : تجلس.. انتظر يا أخي حتى ألتقط نفسى.. مشيت فى الشمس، والحر، والبرد، والمطر، والشرد.. غريب أن يختاروا موقع المركز فى هذا المكان العجيب، تتجمع عليه كل الفصول فى اليوم الواحد.  
الساعي أ : (بهمس)  ثقيلة مثل زوجك.. يا ساتر(ويمد صوته)  
 المرأة : (وهي تنظر يمينا وشمالا) اطمئن مازال الوقت مبكرا.. لم أر سلكا ممتدا ولا ميكرفونا معلقا .  
  (يسمع وقع أقدام ) 
الساعي أ : ها هما ذا رجلا الأعماق أتيا لتركـيب الأجهـزة بنفسيهما.
 (يدخل الباحثان.. تنهض المرأة لاستقبالهما، ومساعدتهما فى حمل الاسلاك والسماعات بينما الساعى أ ينظر اليهما مبهوراً)
  
الباحث واحد : صباح جميل أيها الزملاء . 
المرأة : زملاء؟!.. إنها مجاملة رقيقة.  
الباحث واحد : وأين المجاملة؟!.. كلنا زملاء فوق هذه البقعة المجهولة من العالم..
( ينظر إلى الساعي أ)  أليس كذلك يازميل ؟
 الساعي أ: (يفيق)  نعم.. نعم.. بل هذه البقعة صارت أكثر زمالة لنا.  
 الساعي ب: (يظهر وجه الساعى ب متلصصا.. بهمس) زمالة أم رذالة . 
الباحث اثنان : (للساعي أ) خذ هذه الأسطوانة ضعها فى المكان الذى تعرفه.. ولا تغب عن أعيننا حتى نهاية الاجتماع.. أنت مساعد جيد.   
الساعى أ : تحت أمر سيدى.. وهل يهدأ لى بال حتى أعرف كل ما حدث بالتفصيل   
الباحث واحد : طبعا.. طبعا.. هذا طبعك.. وأين زميلك حتى يعمل معك؟.  
  (يسرع وجه الساعي ب بالاختفاء.. تلاحظ زوجته)  
  المرأة : أنا ياسيدى الباحث.. هل من مساعدة أستطيع تقديمها. 
الباحث اثنان : أنت لا تصلحين إلا لإعــداد الشاى والقهوة طوال الوقت.   
المرأة : لا تقلل من أهمية الشاى والقهوة.. هما لا يقلان أهمية فى المساعدة عن التلميع والتصليح..
الباحث واحد : خذى ياسيدتي هذا السلك ومرّريه بجوار الجدران.    
المرأة : (تمسك السلك) أمر سيدي الباحث..  (تنظر إلى الساعي أ لتغيظه) الرزق يحب الحركة . 
الساعي أ : تعى الدرس جيداً الذى يلقنه لها زوجها. 
الباحث اثنان : (وهو يحاول تثبيت السماعة) قولي لي سيدتي كيف أتيت لهذا المركز أنت وزوجك. 
الساعي أ : هى وزوجها فقط ؟.. جاء لهما قريب على نفس الشاكلة يحمل رقم ثلاثين .    
الباحث اثنان: (بدهشة).. تتكلم بجد !! 
الساعي أ : نعم سيدى.. يبدو أنهم سوف يتسللون واحدا وراء الثانى.  
المرأة : (متجاهلة الساعي أ) الحقيقة أنا لا أعرف، زوجى ماهر جداً.. يمكنه أن يصـل لأى مكان إذا رغب.  
 الباحث واحد : يضحك.. حسنٌ.. ثبتى السلك فى نهاية الجدار.  
الباحث اثنان: أين ستضع جهاز الإرسال ؟
الباحث واحد: بجوار القائد عن يمينه .  
الباحث اثنان: إذا أنا أجلس عن يمينه أمام الجهاز.. وأنت عن يساره أقرب إلى لوحة الأزرار .
الباحث واحد: لا مانع.. حتى نتحكم جيداً فى العرض والتوقف.  
 الساعي أ: (بتحرج) ممكن أسألكما سؤالا؟.  
الباحث اثنان: أنت فضولى.. اسكت .
الباحث واحد: دعه يسأل.. إنه موظف كفء. 
الساعي أ: كيف استطعتما الهرب من أيدى الشياطين ؟
 (يتوقف الباحثان عن التركيب ينظر كل منهما إلى الأخر ويضحكان ) 
الباحث واحد : إنها ساعة لا تنسى.. كأنها الدهر كله..  
الباحث اثنان: كنا على وشك الهلاك فعلا. (ينظر إلى زميله) حتى الساعة لم أسألك كيف نجونا ؟
 الباحث واحد : (بتفكر) أغلقنا الأجهزة وبدأنا فى الانسحاب.  
الباحث اثنان: نعم.. نعم.. اضطرب العرش فعرفوا بوجود أجسام غريبة.  
الباحث واحد : وهم يشكّون فى هذا منذ بداية الاجتماع.  
الباحث اثنان: ثم ماذا حدث بعد ذلك ؟
الباحث واحد: انطلقنا نحو الجاذبية الأرضية كما تشير الأجهزة.  
الباحث اثنان: أظن أن صفير الأجهزة هو الذى أعلن عن اتجاهنا.  
الباحث واحد: لا أظنه بالضبط، ولكننى عرفت معلومة خطيرة.. يجب مراعاتها فى الرحلات القادمة . 
المرأة : وهل هناك رحلات قادمة ؟ إذن فلا بد أن نستعد بمزيد من البضائع.  
الساعي أ: اسكتى ياجاهلة.. نعم ياسيدى ؟ ما هى المعلومة الخطيرة.  
الباحث اثنين: تقصد مسألة الظلام ؟
الباحث واحد: نعم هى، فقد استطاعوا تمييز أجسامنا فى الظلام.. وهذه خاصية لهم. 
الباحث اثنان: فى المرة القادمة سنغير لون الزى الخاص بالرحلة فلا يستطيعون تمييزه فى الظلام ولا فى النور.   
المرأة: تلبسان ملابس سوداء.   
الساعي أ: لا ياجاهلة.. ملابس بيضاء فضية فالسواد مثل الظلام. 
الباحث واحد : فعلا إنه رأى صواب.. من أجل هذه المعلومة سوف أقدم طلبا بضمك إلى الأعضاء.  
الساعي أ: (بفرح) أنا يا سيدى!!.. شكراً.. شكراً.. هذا غاية أملى.. فأنا أقرأ كثيراً ، وأفكر كثيراً، وأتأمل أكثر وأكثر.  
الباحث واحد : نعلم عنك هذا جيداً.. وستكون معنا فى الرحلة القادمة.. والآن هل لك أسئلة أخرى؟!  
الساعي أ: نفس السؤال ياسيدى.. فقد عرفنا أنهم رأوكما ولم نعرف كيف هربتما .
 الباحث واحد : لزميله.. إنه لا ينسى.  
الباحث اثنان: فعلا منتبه.. أوافقك بضمه إلى الأعضاء.. اسمع أيها الباحث الجديد.. معى جهاز إنذار يحدث اضطرابا للتمويه.. ألقيت بالجهاز فى الناحية المضادة لوجهتـنا.. اندفع جميع المردة خلف جهاز الإنذار وولينا هاربين. 
 الساعي أ: (بانتشاء) مغامرة مثيرة.. أتمنى أن أقوم بمثلها.   
الباحث واحد : سوف يحدث، والأن نكمل تركيب الأجهزة.  
الباحث اثنان: هى الآن جاهزة تماما على التشغيل.   
الباحث واحد: بقى أن نتأكد من علامات كل جملة ومقطع حتى لا تفلت جملة نريد إخفاءها. 
  الباحث اثنان: (محذرا) صه.. صه.. أنسيت نفسك!!.. (ينظر إلى السعاة) اخرجا أنتما الآن .
 الباحث واحد: (منتبها) هه.. آه.. اخرجا بالفعل حتى ننادى عليكما.  
  (يرفع الساعى أ يده بالتحية ويخرج وتتبعه المرأة)  
الباحث واحد: حسن أن نبهتنى لا أحد يضمن سرا فى هذا المكان.  
الباحث اثنان: يجب أن تكون منتبها.. إن ما اتفقنا عليه شىء خطير للغاية.. تحل بالصمت والحرص دائما.  
الباحث واحد : لا تنس أننا نتعامل مع الشياطين.. أنا غير مطمئن.  
الباحث اثنان: ليس الآن وقت التراجع.. لقد حذفنا بالفعل الأجزاء التى لا نريد إذاعتها.
الباحث واحد : إذن ليس هناك مشكلة .
الباحث اثنان: علينا فقط أن نكون على حذر فى الكلام.. لا أحد هنا تنقصه الفطنة كما تعلم. 
الباحث واحد : أعلم، لذا أدرك مدى الخطورة.. فنحن هنا فى جامعة دولية، يعمل معنا مندوب كل دولة، وكلهم آذان صاغية كل لصالح دولته.  
والشياطين ياصديقي لا يحابون دولة على أخرى.. واتخاذهم قرار رفع أيديهم عن البشر معناه أنهم يعنون كل البشر.  
الباحث اثنان: ولكننا اتفقنا على عدم ابلاغهم بذلك؛ وهذا لم يتم إلا بعد تدارس جيد للأمر على ضوء ما شاهدنا وسمعنا.  
الباحث واحد: نعم.. نعم.. أنا مقتنع تماما بالفكرة، وقد قمت بتنفيذها بالفعل معك، وحذفت الجملة إياها من الشريط . 
الباحث اثنان: البشر ياعزيزى لا يستمدون حماسهم إلا عند المواجهة مع عدوهم أفهم ذلك جيدا.. وعلمهم بأن الشياطين فى إجازة يصيبهم بالتراخى والخمول. 
وتظهر الفجوة أكثر اتساعا بين الدول وبعضها.  
الباحث واحد : وأعمق.. أنا مقتنع بكل هذا.. ولكن ما فعلناه خطير.   
الباحث اثنان: إذن فنحن نعمل لصالح البشرية جمعاء.. لنجعلهم فى حالة حرص وحذر دائمين.
الباحث واحد : اطمئن من هذه الناحية.. لو فتشوا جميع الشرائط لن يجدوا أثراً لتلك الجملة .  
الباحث اثنان: إنما أخشى من فلتات لسانك.. بعد قليل يأتى القائد والرجال ويبدأ الاجتماع .
الباحث واحد: اطمئن.. لن أخطئ مرة أخرى.. أدعو الله أن يمر هذا الاجتماع على خير.. اللهم اجعل كلامنا خفيفًا   عليهم.   
الباحث اثنان: هل تتذكر آخر عبارة يجب أن يتوقف عندها التسجيل.  
الباحث واحد: نعم.. نتوقف حيث قالوا: (مقلدا) نتزوج بهم.. نعرف سرهم.. نحبط تدبيرهم.   
الباحث اثنان: لا تحاول تقليدهم حتى لا ينطق لسانك بما يجب اخفاؤه.  
الباحث واحد: إنما أمزح لأقوى قلبى.. لا أخفي عليك خوفي.. ليس من فلتات اللسان ولكن من الشياطين أنفسهم.  
الباحث اثنان: يا زميلي.. للجدران آذان صاغية، وربما لسان يتكلم.. احذر الجدران يا أخي.
(يذهب ويعيد ضبط المكبر.. ينظر إلى زميله فيجده شاردا)  
الباحث واحد : (كمن يكلم نفسه) فعلنا هذا بحسن نية.. الغرض منه خدمة البشرية.. كل البشرية.. الحقيقة هنا ليست فى الصالح.  
الباحث اثنان: فيما تفكر.  
 الباحث واحد: (منتبها) أقنع نفسى بضرورة ما فعلناه.. أجهز المرافعة إذا حدث فى الأمور أمور.  
الباحث اثنان: أنا غير مطمئن لك بتاتًا . 
الباحث واحد : أخشى سوء التقدير هل حسبناها جيداً  
الباحث اثنان: بكل تأكيد.. كيف يعيش البشر بغير عبارة.. (اللهم أخزيك ياشيطان) التعويذة السحرية التى يحملونها فى كل مكان وينطقونها بكل اللغات.  
الباحث واحد : أنا مقتنع بالفعل.. الخوف نابع من داخلى.. من قلبى لا من عقلى.. ماذا لو انكشف أمرنا ؟  
الباحث اثنان: تبقى حسن النية كما تقول.
الباحث واحد : حسن.. أنا أهتم بالكهرباء وأنت تدير الجهاز.. أليس كذلك ؟
الباحث اثنان: هيا استعد فرجال المركز على وصول.  
الباحث واحد : ليتفضلوا.. نحن فى انتظارهم.  
الباحث اثنين: يبدو أننا لن ننتظر طويلا، وصلوا بالفعل، أسمع وقع خطواتهم.
الباحث واحد : أربع خطوات أخرى وتسمع صوت القائد يؤنب السعاة. (مقلدا) ما هذه الفوضى.. الأرض غير نظيفة.. أين كنت أنت وهو، وهى.       
(يختلط صوته بصوت القائد)
صوت القائد: الأرض غير نظيفة بالقدر الكافى.. الطفايات لا تلمع كما ينبغى.. يكفى عمل الشاى والقهوة وبيع ملاءات السرير .. من أين تتساقطون علينا .  
  (ينظر الباحث اثنين فيجد الباحث واحدًا وهو يقلد القائد بدون صوت.. يضحكان) 
الباحث اثنان : نشط جدا سيادة الرئيس.  
الباحث واحد : يجب أن يتفقد بنفسه أحوال الرعية البسيطة، قبل أن يدخل على الأعمال الكبيرة.   
الباحث اثنان: تظن أنه سيدخل الآن ؟
 الباحث واحد : لا.. لم ينته بعد من باقى ملاحظاته.  
صوت القائد: هكذا أوراق العمل تفرش على الأرض.. وماذا تفعلون أيام العطلات الطويلة إذا كان هذا حالكم اليوم!!.. يجب أن أتعود مفاجأتكم. 
  (فترة صمت)   
الباحث واحد: لم ينته بعد.. إنه يفكر فى عدد الأيام الواجب خصمها لهؤلاء السعاة المستهترين.  
صوت القائد: لولا خطورة الأمر الذى نجتمع له اليوم لخصمت على كل واحد خمسة أيام . 
الباحث واحد: جاءت طيبة.. أرأيت بركة الشياطين.. يبدو أنهم سيحققون غرضهم، ويسترد البشر إنسانيتهم فى أسرع وقت ممكن.   
  الباحث اثنان : (يضحك) يبدو أنك أيضا استرددت طبيعتك.   
الباحث واحد: (يهز رأسه بالموافقة..)
(يبدأ الأعضاء في دخول القاعة على كتف كل منهم رقمه، ويجلس على الكرسى الذى يحمل نفس الرقم بعد أن يصافح الرجلين بحماس وغبطة،  يقعد الرقم ثلاثين فوق كرسى مختلف يقترب رجلان يحملان الرجل ويضعانه فوق كرسيه.. يشكـرهما بيده.. يرفع الرجلان كتفيهمـا فى تعجب ويتجهان إلى مكانيهما.. يلاحظ أن رقم سبعة امـرأة.. يتجه رقم باء.. ورقم ياء إلى مكانيهما عن يمين وشمال القائد.. يبدأ الكلام )   
  القائد: ينظر يمينه.. هل قابلتكما مشكلة فى تركيب الأجهزة.  
الباحث واحد: على العكس.. بركة إخواننا الشياطين كانت معنا.  
 الباحث اثنين : مسرعا  ما هذا الكلام!!.. لا، سيدى القائد.. هى ونحن على أهبة الاستعداد. 
  القائد: (إلى الجالسين) نبدأ مراسم افتتاح الجلسة.  
الباحث اثنان : تفضل سيدى الرئيس.  
القائد: كما تعلمون هذه هى البعثة الثالثة التى وجهت نحو مملكة الشياطين فى رحلة استطلاعية.. يربت على كتفيهما.. وقد عادا سالمين غانمين.. محشوة أجهزتهما بما لا يخطر على قلب بشر.. إنهما من أكفأ رجالنا المغامرين.. كما أنهما يتحليان بالصبر والمثابرة.  
رقم ياء: بالتأكيد.. والدليل ما سوف تستمعون إليه الآن.. أصوات الشياطين مسجلة وهم يتناقشون فيما بينهم ويقررون أمرا خطيراً تجاه البشر.  
أحدهم : أولا.. أسجل إعجابى بالتقدم العلمى الهائل الذى وصل إليه مركزنا العلمى للبحوث السفلية.  
القائد : نشكرك على تسجيل إعجابك.. نحن أيضاً نسجل إعجابنا.. إنه المركز الوحيد الذى ينافس مراكز الفضاء التي تبحث فيما هو من ظاهر طبيعة القمر والمريخ، ونحن نبحث فيما هو خفي.. الخطر لدينا أكثر مما هو هناك. 
رقم باء: بالطبع.. والمركز فى سبيله لتطوير نفسه حتى يقلل من نسبة الخطر ويتلافى بعض الأخطاء التى تحدث.. لذلك ندعوكم جميعا للاستماع والمشاركة الإيجابية.  
الجميع: كلنا آذان صاغية، وعيون مبهـورة بالرجلين الشجاعين.  
 أحدهم : ينظر بجانبه فيرى رقم ثلاثين نائما.. يلكزه فى كتفه.. ينتبه بصورة تثير الضحك.  
أحدهم: كنت أقول: إن عيوننا مبهورة فإذا بعينيك نائمتان.   
رقم ثلاثين: ليست الاثنتان، إنما أنام بعين واحدة فقط .
 القائد: (متجاهلا) هل نبدأ.   
الباحث اثنان: أولا نشكر الظروف التى هيأت لنا الفرصة المناسبة لاقتحام أدق أسرار الشياطين.. فالنجاح الذى حققناه شرف لنا.. وفرصة أتحتموها لنا يجب أن نشكركم عليها.. 
القائد: هيا أسمعانا ما تحمله أجهزتكما من أخبار.  
الباحث اثنان: ليس فقط الاستماع.. فقد استطاعت الأجهزة تسجيل وترجمة حديث الشياطين ونقله فى الوقت نفسه إلى لغة البشر.  
الباحث واحد: كما أنه باستطاعتها ترجمته إلى كل اللغات.   
القائد: رغم أن جميع الفروع فى الانتظار لكنا لن نتصل بها إلا بعد الوصول إلى حل مضمون.. ونتيجة أكيدة.. أى أننا لن نرسل هذه الجلسة على الهواء مباشرة
فلنبدأ الآن ..
الباحث اثنان:  تفضل يا زميل. 
 الباحث واحد: (ينهض)
 ( يقترب من لوحة الأزرار.. يحركها.. يخفض بعضها ويرفع بعضها ويتابع حركة يد زميله حتى يشير إليه فيكفّ وتظل يده فوق الجهاز)
رقم ياء: رجاء، نؤجل التعليق إلى نهاية الاستماع.  
رقم باء: لا.. الأفضل التعليق السريع على كل جزء أو جملة تلفت النظر وعليك أن تغلق الجهاز بعد كل جملة.. حتى يتسنى لهم استيعاب الموقف.   
الباحث اثنان: يدير الجهاز.. لا بأس.  
صوت ابليس: بنو البشر اليوم أكثر دهاء. 
 (تجحظ عيون الأعضاء فى دهشة.. يحبسون أنفاسهم ولا يعلقون يهز الباحث واحد  رأسه ويدير الجهاز)  
صوت الزعيمة : إذا تضاعف عددنا اتهمونا أمام الله بالغلبة للكثرة .  
الباحث واحد: (يغلق الجهاز وينتظر التعليق)
رقم تسعة : وقد بدا عليه الذعر.. أحقا ما أسمع.. هل هذا صوت الشياطين فعلا  ؟
رقم ثلاثون: (فى عدم اهتمام) غير معقول طبعا . 
القائد : (بتهكم) أخيرا صحوت .
رقم باء: من فضلك استوعب الموقف وقدر خطورته   
رقم ثلاثون: إنى مقدر. 
رقم أربعة: أنا أيضا غير مصدق.. أكاد أجن. 
رقم ياء: بهذا الأسلوب تخرجوننا من تركيزنا فلا نحسم المسألة.. أرجوكم.. يجب أن تمر مرحلة الدهشة حتى يمكننا التفكير العلمي.. أدر جهازك يا أخي.  
الباحث واحد: ( يدير الجهاز) 
صوت إبليس: ونتهمهم بالتكنولوجيا.. الكمبيوتر.. والألكترونيات  
رقم تسعة : أيعقل هذا ؟  الشياطين تخشى التكنولوجيا ؟  
رقم عشرون: وهم الذين يصلون إلينا فى لمح البصر.
رقم أربعة : ويجرون فى أجسامنا مجرى الدم .  
رقم ثلاثون: (بفزع مصطنع)   دم.. أين ؟ من ؟    
رقم ياء: (متجاهلا) لا ينفذون إلا بسلطان.. أما الكمبيوتر فهو من اختراع الإنسان.. فالخطورة تأتى من المنافسة لا من فرض السلطة.
القائد : لازلت أؤكد على حسن الاستماع، استمر من فضلك.
الباحث واحد: (يدير الجهاز)  
صوت إبليس: لا يطيقون بنى جنسهم.. فكيف بجنس مختلف لا يثقون به منذ البداية. 
الباحث واحد: هل صدقت الآن.. الخلاف شخصى.. بينهم وبين البشر.  
الباحث اثنان: لا تعليق (يشير لزميله فيدير الجهاز)  
صوت الزعيمة: يقولون : تنظيم.   
صوت إبليس: جسارة، وجهالة .
  (يسمع دق على الباب.. يدخل الساعى ب حاملا صينية عليها أكواب الشاى والماء وزجاجات المياه الغازية)  
القائد : (يصرخ ويوقفه عند الباب).. ماذا يحدث ؟ أهذا وقته؟ لا فرق عندك بين اجتماع واجتماع.. يا ناس نحتاج لكل أعصابنا . 
الساعي ب: (مترددا فى الدخول) آسف سيادة القائد.. سيادتك لم تضئ النور الأحمر.. (يلوح بالصينية فى إغراء بالمشروبات)  
رقم ثلاثون: (بتراخ) عطشـــان.. جف ريقى من أفعال الشياطين.  
القائد : (باشمئزاز) ادخل أخي.. ربما ينتعشون ويفكرون معنا جيدا.
  (يتقـــدم الساعي ب ويناول كل واحد مشروبه حسب خبرته السابقة )   
الساعي ب: أنت القهوة المضبوطة.. وأنت الساقع التمام  
أحدهم : أين زوجتك.. لم تقرأ لى الفنجان منذ ...    
 الساعي ب: (بهمس) الست بالخارج.. اقلب فنجانك بعد ما تشرب  
 (يكمل توزيع المشروبات) وأنت الشاى الثقيل.. (يهمس فى أذن رقم سبعة) معى ملاءات جيدة جدا، ذوق ورخيصة.   
رقم سبعة : (بعصبية) ليس هنا ياغبى.. أتظننى رقم ثلاثين المتخلف مثلك.  
الساعى ب : (يشيح عنها ويناول كوب الشاى ..ويقول لآخر.. طلبك موجود..  عندى مقاسات الأولاد..
يتقدم من القائد ويضع أمامه زجاجة مشروب ومثلها عن يمينه  وثالثه عن شماله..( يميل على أذنه) وصِّ القائد يقلل من الخصومات.)
  
رقم سبعة : (تكلم زميلها) من أين جاءنا هذا المخ الآدمى.   
رقم ثمانية : البركة فى التسيهلات يا زميلتي.. يبدو أنه بقايا التلوث الاشعاعى.   
  (تضحك بصوت مرتفع وتضع يدها فوق فمها)    
  القائد : يخبط على المنضدة.. رقم سبعة.. الهدوء من فضلك.. الساعى ب.. انته يارجل.. أخرج فورا، ولا تدخل مرة أخرى.. أتفهم؟
الساعي ب: أمر سيدى الرئيس
(يرفع يده بالتحية ويخرج)

القائد : لم نستطع القضاء على تلك العاهات المستديمة ؟
رقم واحد : (يمزح) فى الرحلة القادمة نأخذه معنا ونتركه هناك
رقم اثنين: (يضحك) ولا تنس قريبه (يشير ناحية رقم ثلاثين)    
رقم واحد : قبل أن نعود يكون هو قد سبقنا.. يرفضه الشياطين بحسب ما لقيناهم عليه من طيبة، وترتيب واحترام..

(يضحك الجميع عدا رقم ثلاثين الذى يتساءل)
رقم ثلاثين: ماذا حدث ؟ من قال النكتة ؟
القائد : (يخبط) صه.. صه.. نعود إلى موضوعنا.. أتتذكرون آخر جملة سمعناها ؟
رقم سبعة : كانت جملة إبليس وهو يقول: جسارة، وجهالة.. القائد : نعم.. بعدها دخل الساعى ب.   
رقم اثنين : ربما كان يقصده.. أدر ياصديقى جهازك المبجل.  
 (ينهض رقم واحد ويضغط على الجهاز
 نسمع صوت التكات وينطلق صوت الزعيمة)  
صوت الزعيمة: أنت السبب فيما نحن فيه من حيرة   
  (الجميع يحبسون أنفاسهم)  
رقم سبعة : دخلنا فى الجد.  
صوت إبليس: وسوست لهما بالأكل الشجرة لأجل التناسل، ولم أوسوس بابتلاع الحبة  
الباحث اثنين : وهذه هى القضية التى تشغلهم . 
الباحث واحد : والذى بسببه ينوون  شيئا فظيعا.  
رقم خمسة : ماذا يضمرون لنا يجب أن نفهم بسرعة.  
الباحث اثنين: سوف نفهم كل شىء.. انتظر يا أخي.. يخبركم بذلك الشياطين أنفسهم.  
رقم ثلاثين : بدأت أخشى الشياطين   
رقم واحد: أخيرا تيقظت.    
رقم تسعة : (لرقم ثلاثون) اسكت أنت.. من الأفضل أن تنام . 
الباحث واحد: (وهويدير الجهاز).. هذا فى الجزء الثانى من الحوار  
صوت إبليس: نتزوج بهم . 
(يشهق الرجال.. تختلط البسمة الحائرة، بالدهشة..     هذا مع المؤثـر الذى يعبر عن اللحظة نفسها عند         
الشياطين.. فقد كانوا فى هرج ومرج)  
 رقم واحد : (يغلق الجهاز بسرعة) ارتفعت درجة حـرارة الجهاز   
القائد : بالطبع. وأى حديد يتحمل هذا. 
رقم اثنين: (لزميله) تخطى الجمل القادمة   
رقم واحد: (يسرع بالجهاز حتى يشير له زميله بالتوقف) كفى؟
رقم اثنين: نعم.. ابدأ من هنا   
رقم واحد: (يدير الجهاز)  
صوت الزعيمة : حتى يمكننا السيطرة عليهم.. والحد من شرورهم.. وإفساد خططهم.. والتعرف على أدق أسرارهم.   
رقم ثلاثين : ياخبر أسود.. سوف يفسدون خطتى.. يخبرون زوجتى بمكانى. 
رقم سبعة : اسكت يارجل.. ألم تشعر بالخطر إلا من زوجتك.   
رقم ثلاثين : أنتِ لا تعرفينها.. لقد تركت لها عالم العقل وجئت إلى عالم الجنون.   
رقم سبعة : إذن أنت غير مقتنع بجدوى العمل هنا.  
رقم ثلاثين : بالطبع لا.  
رقم سبعة : (بدهشة).. وكيف اجتزت الاختبار؟  (للقائد) كيف سيادة القائد ؟   
القائد : من فضلك سيدتى نعود للموضوع الأصلى.. دعي هذا الأمر نناقشه فيما بيننا. 
الباحث واحد : هل فهمتم القضية.  
رقم باء : نعم وإنها لخطيرة جداً.   
رقم ياء : سينتشرون بيننا، ويختلطون بنا.  
رقم سبعة : ويسيطرون علينا تماما.   
رقم تسعة : وأى سيطرة.. إنهم.. إنهم.   
الباحث اثنين: هذا ما قالوه صراحة.. استمعوا إلى هذا الجزء.   
صوت إبليس: يجب السيطرة على بنى الإنسان سيطرة كاملة.. ولو تولى أمر الواحد منهم خمسة منا.. عشرة..   
الباحث واحد : (يغلق الجهاز) هل أدركتم الخطر الزاحف ؟
رقم عشرين : نعم وأى خطر.. لم نقدر على شيطان واحد فكيف بعشرة ؟  
القائد : ألاحظ أن رقم عشرة لم يتكلم منذ بداية الجلسة.  
رقم عشرة : ولكنى معكم بكل حواسى، إنما أستجمع ذهنى وشجاعتى.  
القائد : هل اتضح الأمر لك.
رقم عشرة : تمام الوضوح، وإنها لقضية جديرة بالتصدى لها.. فهم سيغزوننا . 
رقم خمسة : (بدهشة) يغزوننا مباشرة. يكونون كأهلينا.  
رقم سبعة : ويتنكرون فى صورنا ولا نعرفهم .
رقم ثمانية : إنها لمصيبة كبيرة.
رقم عشرة : بالطبع كارثة لا قبل لنا بها.
الباحث واحد : لا تقل هذا.. لا تفقد حماستك.
الباحث اثنين : هذا معقول.. يجب أن نفكر تفكيرا عمليا.
رقم ثلاثين : ( باستهانة) لا تخشوا شيئاً..  حدود الشياطين هى الوسوسة.  
القائد : كيف يارجل.. هل تقدر أنت على مواجهتهم؟
رقم ثلاثين : وهل يواجهوننا ؟
الباحث واحد : وماذا نقول منذ بداية الاجتماع؟!  
رقم ثلاثين : وكيف تكون المواجهة ؟ إنهم يمزحون.  
 (الباحث اثنين تتخذ هيئته شكلا
شيطانيا.. يتكلم فى أذن القائد) 
الباحث اثنين: شاهدنا بعيوننا مدى جديتهم فى السيطرة علينا..
(تنتابه نفس الهيئة.. يهمس فى الأذن الثانية)
ورغبتهم الأكيدة فى إفساد ما نفكر ونخطط له فى حياتنا.. القائد : كارثة بالفعل.. ربما أكبر من تصورنا.. لا أتخيل مدى الاضطراب والقلق الذى سنعيش فيه لو غزانا الشياطين.  
رقم خمسة : بالتأكيد سوف يقتل بعضنا بعضا.  
الباحث اثنين: اطمئن من هذه الناحية.. هم لن يدفعونا للقتل.  
رقم سبعه : يريدون ما هو أسوأ من القتل.
رقم أربعة : وما هو الأسوأ من القتل ؟
رقم سبعة: الأسوأ طبعا أن يضل الإنسان عن ذاته.
رقم خمسة : (مفكرا) وهذا حاصل بالفعل..   
 (الباحث واحد يقترب من أذن القائد..يتكلم وكأنه يوسوس) الباحث واحد : مزيد من الاضلال والحيرة.. ماذا يضيرهم ؟  
 (الباحث اثنين : يتخذ نفس الهيئة فى الأذن الثانية)  
الباحث اثنين : يتزوجوننا.. يجب أن نعى خطورة هذه الجملة.
الباحث واحد: (على نفس موضعه) والشياطين إذا قالوا فعلوا.
الباحث اثنين : (على نفس الهيئة) وإذا فعلوا خربوا ودمروا.   
رقم سبعة : (صارخة) يتزوجوننا ليزداد تناسلنا الشيطاني.. رقم عشرين : وهذا يخدم أغراضهم الجهنمية بلا مقابل.  
رقم خمسه : أشكر الله.. لقد تزوجت وانتهى أمرى. 
رقم سبعة : قد يستبدلون زوجتك . 
رقم خمسه : ويستبدلون زوجك ياسيدتى.  
رقم سبعة : (برعب) ياساتر.. فظيع.. فظيع.. وقد يستبدلون الابن بشيطان، أوالأخ أو الصديق. 
رقم ثمانية، ورقم عشرة: فظيع.. بشع.. بشع .
رقم ثلاثين: (يصرخ فى هستيريا وهو يرتعد) غير معقول..    غير معقول..  أنا لا أصدق.. لا أصدق.   
 القائد : (مقاطعا)..  كفى.. كفى .. أرجو الهدوء ورباطة الجأش حتى نصل إلى بر السلامة.. لا تنسوا أننا فى خطر حقيقى.  
رقم خمسه: نحتاج لقوة أعصابنا.
القائد : ولقوة أذهـــاننا أيضا..  يجب أن نفكـر كيف ننجو من الخطر.  
الباحث واحد: ولا تنسوا أن عنصر الوقت مهم جداً.  
الباحث اثنين: اهدؤوا  قليلا.. من لم يكمل مشروبه فليشـرب    ثم يفكر ماذا سنفعل ؟
رقم ثلاثين: يالحظى التعس.. لماذا أتيت إلى هذا المكان الشؤم؟
القائد : (متجاهلا)  يجب أن نضع خطة للعمل والتفكير   
الباحث واحد : لابد من السيطرة على النفس.   
رقم ثلاثين: لقد فقدت السيطرة على نفسى.. سأنهار.. حالا    حالا.   
القائد : (بحزم) أخرجوه من هنا.
 (يضغط الجرس بعصبية  يدخل السعاة) 
القائد : خذوا هذا المنهار وألقوا به فى صندوق القمامة.. حالا.. حالا.  
( يحاول الساعي ب أن يفهم فيصده القائد فيرضخ..
يلتف السعاة وبعض الزملاء حول الرجل ويحملونه
خـارجين..ثم يعود الزملاء ويسود القاعة الهدوء)
القائد : والآن.. كأن شيئاً لم يكن.. ماذا كنا نقول.   
الباحث اثنين: بماذا تنصحنا سيدى القائد ؟  
القائد : طبعا، بالحذر الشديد.  
الباحث واحد: وكيف يكون ذلك ؟
القائد : يجب علينا تحذير الناس من الغزو الشيطانى . 
(تدخل زوجة الساعى ب فجأة وتسمع عبارة الغزو الشيطانى)
المرأة : (تصرخ) ماذا ؟ غزو شيطانى.. ظللتم تركضون خلف الشياطين حتى غزونا.. (يضطرب جسدها وتتسع عيناها)   الـ .. ماذا.. غزو.. وكيف يكون هذا الغـزو ؟ بالبنادق.. بالرشاشات.. القنابل.. أين أختبـىء.. أين أخفى عيالى (تجلس على الأرض وتندب حظها) ياميلة بختك يا أم العيال!!   
 القائد : (صائحا) من أدخل هذه المرأة إلى هنا ؟.. أخرجى يا امرأة.. اخرجى.  
المرأة : (تنهض وتحاول أن تهدأ) متأسفة سيدى الرئيس.. دخلت لأجمع الأكواب . 
الباحث واحد: بل أرسلها زوجها للتجسس.   
المرأة : لا ياسيدى.. ما يهمنا هو أكل العيش.    
القائد : (مقاطعا) أنهي مهمتك واخرجى فورا.   
المرأة : (وهى تجمع الأكواب) فورا.. سيدى الرئيس..    فورا ( تكلم نفسها) مالنا وهذا المكان الغريب.. شكوتك إلى الله يا زوجى المشؤوم . 
القائد : ما هذا الذى يحدث.. إنى أشعر بغزو الجهلاء.. لا غزو الشياطين.
 (تتقدم منه المرأة حاملة الأكواب والفناجين)  
المرأة : لو سمحت سيدى الرئيس.. ممكن أطلب إجازة أنا وزوجى    أريد رؤية أهلى وأولادى.   
القائد : بكل سرور.. أنت وزوجك على وجه الخصوص لا أرفض لكما إجازة.. قولي لزوجك يقدم طلبا.  
المرأة : شكراً لك سيدي (تستدير وتكلم نفسها) ربى اهدِ زوجى الطماع . 
(تخرج، يحاول القائد والأعضاء أن يستردوا أنفاسهم)
رقم ياء : مهزلة.. ما يحدث هنا مهزلة حقيقية..
القائد : ترى هل نحن نسير فى الطريق الصحيح.. لا تجيبوا.. أُجيب أنا على نفسى.. بالطبع لا ما دمنا نسمح بالتجاوزات.  
رقم باء : التجاوزات مفروضة علينا سيدى القائد لا تلُم نفسك.  
رقم ياء: نخشى أن يكون بناؤنا هشا.. نزين السطح بينما ينخر السوس فى عظامه.  
الباحث واحد : نترك القضايا الفرعية الآن.. المهم ماذا بخصوص ما سمعنا ؟
رقم خمسة : حتى الآن لم نعرف كيف ؟
الباحث واحد: كيف ماذا ؟
رقم خمسة : كيف يمكننا أن نحذر الشياطين؟  
رقم عشرة: (يتـنهد) وسائل الإعلام طبعا.. إذاعة.. صحافة.. تليفزيون، كلها سريعة الانتشار والتأثير.  
رقم أربعة : نخبر كل العالم عن طريق وسائل الإعلام ؟
رقم عشرين: نعم.. وهل أسرع منها وسيلة..  هذا دور الأقمار الصناعية .  
رقم سبعة(امرأة) : رغم عدم وجود غيرها إنما أشعر بعدم صلاحيتها  
رقم خمسة : نعم.. نعم.. الزميلة لديها الحق .  
الباحث اثنين : لماذا ؟  
رقم سبعة: لأنها ستعلم الشياطين أيضا بالخطة.. ربما قبل البشر.   
رقم ثمانية: فعلا.. نحن فى ورطة .  
القائد : الشياطين بالفعل يطلعون على وسائل الإعلام.. كيف فاتنى هذا.  
رقم ثمانية : وفى الحال.. يغيرون اسلوبهم فى الهجوم.
القائد : (مفكرا) عندى اقتراح آخر.  
رقم ياء: ما هو.. قل بسرعة . 
القائد : نقترح كلمة سر فيما  بيننا.  
الباحث واحد: كيف؟! لم أفهم.  
القائد : نختار كلمة.. الآن ونحن فى هذه الجلسة المغلقة، ونشيعها بين البشر فقط .  
رقم باء : سيدى القائد مصيب فى هذا الرأى.  
الباحث اثنين: من يعرف هذه الكلمة يكون من البشر.. ومن لا يعرفها يكون من الأبالسة.   
رقم ياء : المهم ألا تصل هذه الكلمة إلى الأبالسة بأى حال.. رقم ثمانية : وهذا يستلزم الحذر الشديد.   
رقم واحد : وكيف نطمئن إلى عدم اطلاع الشياطين على هذه الكلمة.  
القائد : عن طريق أجهزتنا السرية .  
رقم باء : هذا شق خاص بفروع المركز فى كل البلدان.. إنما الناس.. كيف تصلهم الكلمة.   
القائد : الشق الثانى يكون بالجهد الفردى عن طريق الفم والأذن.  
الباحث اثنين: مضبوط.. كل واحد يخبر المحيطين به والذين يعرفهم جيداً.. كل فى أذنه .  
رقم ياء : ليس هناك أفضل من ذلك.. بقى أن نختار الكلمة  
نبحث أولا فى أسباب ثورة الشياطين علينا.   
رقم واحد: نعرف ذلك من لسان الشـياطين أنفسهم (يدير الجهاز)  
صوت إبليس: وسوست لهما بالأكل من الشجرة لكي يتناسلوا، ولم أوسوس بابتلاع الحبة.   
القائد : لتكن كلمة السر هى.. "الحبة"  
الباحث واحد : ونسمع قول الزعيمة (يدير الجهاز)  
صوت الزعيمة: التحديد مهم لبنات الإنس.   
رقم باء: لتكن.. "التحديد".. فهى أكثر ملائمة.   
  (رقم واحد يغمز لزميله ويدير الجهاز)     
صوت أبناء ابليس: نضاعف النسل.. نضاعف النسل.  
رقم تسعة : أرى أن كلمة.. "الزيادة".. أفضل وهى تدعو  للتفاؤل.   
رقم عشرون : بل "الشجرة"   فهى سبب خروج آدم من الجنة   
رقم خمسة : وهذا فأل سيئ ربما تخرجنا جميعا عن وعينا   
ما رأيكم فى كلمة "احذر" ؟! 
رقم عشرين: لا.. إنها كلمة تحمل معناها.. كأننا نرمى بها فى جحر الشيطان. 
القائد : كفى.. كفى.. ألا تنسون اللجج والاختلاف..  حتى فى أحلك الظروف تتسابقون فى تضييع الوقت.. كل منكم يحاول أن يسجل لنفسه حق الاختراع حتى فى اختيار كلمة مهمة كهذه.. أين المصلحة العامة ؟ أين الكلمة المناسبة ؟ أين حسن الأمور الذى ننادى به.. كما قلت أولا هى "الحبة" هذه الكلمة تحمل كل المعانى التى قلتموها الآن، فيها التحديد بقلتها والزيادة بوفرتها، وهى الشجرة وهى الجهد وهى العرق   وهى رغيف الخبز.
الباحث اثنين : هذا هو خير الكلام.. أنا أوافق عليه.  
القائد : لا توافق وحدك.. هيا نجمع الأراء.. الموافق على أن تكون "الحبة" هى كلمة السر يرفع يده.   
(تقترب الرؤوس من بعضها، تحدث بعض الهمهمات
يرفعون رؤوسهم، ثم يرفعون أيديهم بالموافقة)    
القائد : عظيم أن نحصل فى النهاية على تأييد جماعى.   
الباحث واحد : أهمية الحدث يجب أن تجعلنا يدا واحدة. 
القائد : موافقون أن تشاع الكلمة بين الناس من الفم فى الأذن   الجميع : موافقون  
القائد : عظيم.. والآن وكما قالت الشياطين: انتشروا وراء أعمالكم التى خلقتم لها.. ولا تحيدوا عنها.. لا تحيدوا عنها    لا تحيدوا، وأضيف أنا.. أشيعوا الكلمة بين البشر فقط، تحروا الدقة .  
رقم ياء : بكل تأكيد فالمهمة غاية فى الدقة والصعوبة.  
القائد : (للباحثين) أما أنتما أيها البطلان.. فعليكما برصد الظاهرة فى أى مكان على الأرض، وتسجيل تطوراتها أولا بأول.  
  (يهز الباحثان رأسيهما بالموافقة.. بينما يبدأ باقى
 الأعضاء فى الانسحاب بعد مصافحة القائد والباحثين)
القائد : وطبعا أنتما لن تخرجا إلا بعد فك الأجهزة وحفظها    الباحث اثنين: اطمئن سيادتك.  
الباحث اثنين : لا أحد يمكنه فكها غيرنا.   
الباحث واحد : ولا يعرف سرها غيرنا 
الباحث اثنين: (نخز زميله)  تفضل أنت سيادة القائد.  
(يصافحهما القائد ويخرج خلف الأعضاء.. يلتفت الباحثان أحدهما الآخر.. تأخذهما  نشوة الانتصار فينفجـران فى الضحـك.. يدخل السعاة الثلاثة)
الساعي ب: تضحكون ؟  هل زال الخطر ؟  
الساعي أ : لم أستطع التقاط حرف واحدٍ منكم . 
الباحث واحد : كنا نغلق أجهزة التسرب  
المرأة : متى تقوم القيامة إذن ؟
الباحث اثنين: (بتهكم)  بالطبع بعد ما توزع ما عندك من بضائع، وتقبض ثمنها  
(يضحك الزميلان والساعى أ بينما ينظر.. كل من
الساعى ب وزوجته أحدهما إلى الآخر فى اعتراض)
الباحث واحد : لا قيامة ولا خطر.. هات أذنك أنت وهو.
  (يقترب ثلاثتهم)  
 الباحث واحد : بهمس.. "الحبة"   
الساعي أ: الحبة.. لم أفهم.    
الباحث واحد : اخفض صوتك.. إنها كلمة السر.. على كل منكم نقلها بنفس الطريقة إلى من يعرفه فقط.. المقربون جداً فقط.
الساعي ب: لماذا ؟
الباحث اثنين : للتمييز بين البشر والشياطين، وإن كنت وزوجك لا تستحقان معرفتها.  
 (الثلاثة فى وجوم تام)    
الباحث واحد : هيا.. هيا.. اجمعوا الأسلاك والميكروفونات   
(يذهب كل من السعاة إلى عمله مذهولا)
  الباحث اثنين: يهمس لزميله  نشكر الله.. انتهت مهمتنا بسلام   
  الباحث واحد : (يهمس) ولم نخطئ فى حرف واحد، الباحث اثنين : رغم أنى ظللت طوال الوقت أتوقع منك مفاجأة.   
الباحث واحد : كيف؟  لقد كذبنا وصدقنا أنفسنا فمن أين يأتى الخطأ ؟
الباحث اثنين: هذا صحيح لقد نسينا أننا أخفينا شيئاً.. ولا تنس أن لدينا حسن النية.. أرأيت بنفسك مبلغ الحذر الذى عليه الأعضاء.   
الباحث واحد : بالفعل.. وهذا ما نشط عقولهم وجعلها تبتكر أسلوبا مناسبا لمواجهة الشياطين التى هى أصلا فى إجازة.  
الباحث اثنين : وبذلك حميناهم من الخمول والكسل.   
الباحث واحد : هيا بنا نفك الأجهــزة الموقرة.. ثم نذهب ونشرب نخب انتصارنا.  
الباحث اثنين : انتصارنا على البشر والشياطين معا.  
الباحث واحد : بكل تأكيد هو انتصار ساحق.
(مقلدا..  نتركهم يعودون لطبيعتهم الإنسانية
حتى يكونوا مادة صالحة لعملنا..)
الباحث واحد : كما لو كنا خرافا يسمنونها ثم يذبحونها.   
الباحث اثنين : غدا تفهم البشرية مدى ما أسدينا لها من خير  
لا نريد حمدا ولا شكورا.. هى خدمة لوجه البشرية.. هيا نساعد السعاة .  
(يستديران وينهمكان فى العمل.. يظهر من
 الخلف إبليـس الكبير وزعيمة الأبالسة..
 يدخلان فى خفة وقد بدا عليهمـــا الحزن)
إبليس الكبير : ما رأيك الآن يا لظى؟
لظى : إنه لأمر عجيب !
إبليس الكبير : رأيت بعينيك.. واستمعت بأذنيك. 
لظى: رأيت الغدر، واستمعت الكذب.. حتى على الشـياطين؟  
إبليس الكبير : حتى على أنفسهم يا عزيزتي..
لظى: بالطبع.. حتى المهمة التى أرسلوا فى طلبها .. يعز عليهم نقلها كاملة  
إبليس : هذا ما حدث أمامك .  
لظى: أشك فى مسوط.. هو صاحب الكذب وربما أوعز لهما بذلك.  
إبليس : أنتِ متأكدة أنه ليس بيننا من يخـون عهدا اتفقنا عليه.  
لظى: أعرف أنهم أقسموا على ألا يحيدوا.. ولكن أليس من الممكن أنه فهم خطأ.. ظن أن القسم يعنى ألا يحيد عن طبيعته.. وهى الكذب.. ربما.. أريد أن ألتمس لبني البشر عذرا.  
إبليس : هل رضعت من ثدى بشرى ؟ ما سر هذا التحـول ؟  
لظى: إنما أقول ربما.  
  إبليس : (ينادى)  يا مسوط..  احضر حالا يامسوط.   
  (يدخل مسوط فى الحال.. يحييهما فى خجل)
لظى: هيأتك تدل على فعلتك يامسوط . 
مسوط : لا يامولاتى.. إنما أنا حزين لسوء ظنك بى.   
إبليس : تعرف الموضوع بالطبع.. قدم دليل براءتك.   
مسوط : أقسم بشرف المهنة أننى لم أفعلها.. لم أحتك بهذين الشخصين على الإطلاق.. ولم أقذف فى قلبيهما ما اقترفا من إثم .  
لظى: أنا فى حيرة من هؤلاء البشر.   
إبليس : كان عليك أن تثقى فى كلامى منذ البداية.   
مسوط : لقد أقسمت أمامك يامولاتى.   
لظى : نعم يامسوط.. أصدقك.. ولكن هزنى مبلغ الافتراء فجعلنى أشك.   
مسوط : وماذا ترين من الواجب فعله الآن.   
لظى : (مفكرة) لا نزال فى حالة انتظار.. وماحدث يجعلنى متشوقة لمعرفة نتيجة التجربة..
إبليس الكبير : وماذا ستفعله كلمة السر هذه؟
لظى : لا يقصدون سوى معرفة البشر من الشياطين 
إن كان كذلك فقد توصلنا لما نرمى إليه.  
إبليس الكبير : كيف ؟  
زعيمة الأبالسة: ربما هذا يقربهم بعضهم من بعض.. تسد الفجوة بينهم، ويتكاتفون فعلا لصدنا.   
مسوط : أنا أفهم ما تقصده مولاتى .  
إبليس : هل توافقها على خوض التجربة إلى نهايتها   
بكل تأكيد يامولاى.. فقد قطعنا فيها مرحلة كبيرة.   
ابليس الكبير : وأظل أنا غير المقتنع الوحيد بينكما .  
مسوط : ربما يوفرون علينا الوقت والجهد.. قد تنشأ المودة التى نرجوها.  
لظى : ويعودون مادة خامًا ، قابلة للتشكيل بحرارة أنفاسنا.   
 إبليس : (فى عدم اقتناع)   ربما .   
لظى :على كل حال.. لقد رضيت بهذا الاتفاق وعليك أن تتمه، فنحن فى إجازة  
 ابليس : (مضطرا) وأسجل هنا أننى لا أثق فى البشر على طول الخط.  
لظى : الأيام سوف تفصح عما تخبئه.. بالصبر.  
ابليس : لا بأس نخوض التجربة.. وماذا عن الجانب العملى    ماذا تقترحين ؟   
لظى : نوزع سفراءنا فى كل البلدان يسجلون النتيجة.. من دون تدخل منهم.  
ابليس : أما نحن.. أنا وأنت ؟
زعيمة الأبالسة : سوف أضع إصبعى على نقطة فى خريطة العالم.. وتكون هى نقطة مراقبتنا أنا وأنت .  
ابليس : هيا يامسوط.. بلغ إخوانك بما قالت مولاتك   
مسوط : أمر مولاى .. أمر مولاتى.   
ابليس : هيا يا زعيمة.. ضعى إصبعك على منطقة مراقبتنا   
(يلف يده فى الهـــواء وكأنـــه يدور الكرة الأرضية
  تقترب الزعيمة  وتشير بإصبعها)    
لظى : هنا.. بالضبط .  
إبليس الكبير: (ينظر) لا بأس.. منطقة حيوية وآهلة بالسكان    هيا بنا أمامنا أعمال كثيرة.. 
(يتكاتف ثلاثتهم ويتجهون ناحية الباب  بينما الرجال لا يزالون فى عملهم) 

ستـــار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق